2025-07-04
المثل العربي “بقي كلها غير كتفها” هو تعبير شعبي عميق يحمل في طياته دلالات وحكمًا حياتية قيمة. هذا المثل يستخدم في سياقات متعددة لوصف مواقف معينة حيث يتبقى جزء أساسي مفقود من شيء ما، مما يجعل الكل غير مكتمل أو غير مفيد.
الأصل اللغوي والتاريخي
يعود أصل هذا المثل إلى البيئة البدوية العربية القديمة، حيث كانت الإبل تمثل ثروة ووسيلة نقل أساسية. عندما يفقد الجمل كتفه (أحد أجزائه الأساسية)، يصبح غير صالح للركوب أو الحمل، رغم بقاء جميع أجزائه الأخرى سليمة. من هنا جاءت الصورة المجازية القوية التي يعبر عنها المثل.
المعنى الحرفي والمجازي
حرفيًا، يعني المثل “بقي كل شيء ما عدا كتفه”، أي أن كل مكونات الشيء موجودة باستثناء جزء حيوي وأساسي. أما مجازيًا، فيشير إلى:
- نقص عنصر أساسي يجعل المشروع أو العمل غير مكتمل
- وجود خلل جوهري رغم المظاهر الخارجية الكاملة
- عدم جدوى الشيء رغم اكتمال معظم عناصره
استخدامات المثل في الحياة اليومية
يُستخدم هذا المثل في مواقف عديدة، مثل:
- في العمل: عندما يكتمل مشروع ما لكنه يفتقد عنصرًا أساسيًا يجعل تنفيذه غير ممكن
- في العلاقات: عندما تبدو العلاقة مثالية لكن ينقصها عنصر الثقة أو الاحترام
- في التعليم: عندما يحصل الطالب على درجات عالية في جميع المواد ما عدا مادة أساسية
الدروس المستفادة من المثل
- أهمية العناصر الأساسية: يُذكرنا المثل بأن بعض الأشياء لا تعمل دون وجود مكوناتها الجوهرية.
- عدم الانخداع بالمظاهر: قد يبدو الشيء كاملاً من الخارج بينما هو معطوب من الداخل.
- ضرورة التركيز على الجوهر: القشور والتفاصيل الثانوية لا تغني عن الأساسيات.
أمثلة معاصرة للمثل
في عصرنا الحالي، يمكن تطبيق هذا المثل على:
- هاتف ذكي متطور بكل الميزات لكن بدون بطارية تعمل
- شركة ناجحة في كل المجالات لكنها تفتقد للسيولة المالية
- فريق رياضي ممتاز لكن بدون قائد متمرس
ختامًا، يظل المثل العربي “بقي كلها غير كتفها” شاهدًا على حكمة الأجداد وقدرتهم على صياغة تجارب الحياة في عبارات موجزة لكنها عميقة الدلالة، تصلح لكل زمان ومكان.